محمود داود البريكان (1931 - 2002)
شاعر عراقي وُلد في مدينة البصرة عام 1931، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة بغداد. عمل مدرسًا للغة العربية في عدد من المدارس الثانوية في العراق والكويت، قبل أن يُحال إلى التقاعد. نشر نتاجه الشعري في العديد من الصحف والمجلات العراقية، وله ديوان بعنوان متاهة الفراشة، يضم مختارات من شعره وصدر عن دار نيبور.
وُلد محمود البريكان في محلة الرشيدية بمدينة الزبير بمحافظة البصرة عام 1929م. كان والده تاجر قماش معروفاً في البصرة والكويت، وجده تاجر خيل وشيخ عشيرة. كان الثاني بين ستة إخوة. وقد أجريتُ تصحيحًا في سنة الميلاد المذكورة وفقًا لما ورد في التفاصيل.
تأثر منذ صغره بجده لأمه، الذي كانت لديه مكتبة زاخرة بالمجلات والدوريات والكتب الأدبية والمراجع، مما جعله ينسج علاقة مبكرة مع الكتاب. تلقى دراسته الأولى في مدرسة النجاة، التي ساهم والده في تأسيسها وكانت أول مدرسة أهلية نظامية في قضاء الزبير، ثم انتقل إلى الإعدادية المركزية في العشار، ليلتحق لاحقًا بجامعة دمشق لدراسة الحقوق. عمل لفترة قصيرة في الكويت، ثم درّس لأكثر من ثلاثين عامًا اللغة العربية والأدب في معهد المعلمين بالبصرة حتى تقاعده في مطلع التسعينيات.
يُعد البريكان من الرواد المجددين في الشعر العربي المعاصر، إلى جانب السياب ونازك الملائكة وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وأمل دنقل. جمعتْه صداقة قوية ببدر شاكر السياب، وكانا يتبادلان قراءة قصائدهما. ومن طرائف هذه العلاقة أن السياب، بعد استماعه لإحدى قصائد البريكان، نهض وصفق على الطاولة هاتفًا: «هذا هو الشعر.. هكذا يكون الشعر».
كتب في عام 1951 ملحمته الشعرية الطويلة أعماق المدينة، التي أثّرت في السياب إلى حد أنه قال لاحقًا إنه استلهم منها قصيدته حفّار القبور، واصفًا إياها بأنها قصيدة "بريكانية".
تميّزت حياة البريكان بالعزلة والابتعاد عن الظهور العلني والمشاركة في الفعاليات الأدبية، وقد ارتبط هذا الموقف بموقفه الرافض لنظام حزب البعث، فلم يكن عضوًا في اتحاد الأدباء والكتاب، ولم يشارك في أي مهرجانات شعرية. عبّر عن هذا الموقف الرافض في إحدى قصائده قائلاً:
قدّمتموا لي منزلاً مزخرفاً مريحْ
لقاء أغنية تطابق الشروط
أوثر أن أبقى على جوادي
وأهيم من مهب ريح إلى مهب ريح
توفي البريكان في الثاني من شباط/فبراير عام 2002. وبعد سقوط نظام البعث عام 2003، أطلقت الحكومة اسمه على مدرسة في حي الحسين (الحيانية)، وكذلك على مركز حكومي للشباب والرياضة في قضاء الزبير. كما أُدرجت سيرته مع إحدى قصائده ضمن منهج الأدب للصف الثالث المتوسط، تكريمًا له وتخليدًا لإبداعه الشعري.